مع زيادة تحديد الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والتوقعات من قبل والموجهة بين الدول، خلال الوقت، فان ذلك جعل من الضروري تاسيس الكيانات المختصة بالحصول على الاخبار.
انور باشا
وبدأت مبادرات تاسيس منظمة الاستخبارات التي تعمل بشكل منظم وممنهج في بلادنا، في الاعوام الاخيرة للدولة العثمانية. وكانت هناك حاجة لحماية الوحدة السياسية والاعمال الاستخباراتية المستمرة بشكل دائم ومحدود على اساس فردي لمتابعة الفعاليات للدولة الاجنبية المركزة على الشرق الاوسط بشكل خاص والمسيرة من قبل مركز واحد واسست منظمة استخباراتية باسم المنظمة المخصوصة من قبل انور باشا في السابع عشر من شهر نومفبر/تشرين الثاني عام 1913. وان هذه المنظمة التي تولت مهاما مهما عن طريق تنفيذ حركات عسكرية وشبه عسكرية خلال الحرب العالمية الاولى، وتشرذمت عقب توقيع هدنة موندروس في30 اكتوبر/تشرين الاول عام 1918 بعد انتهاء الحرب.
وفي الفترة التي تلت تلك الفترة، اسست وحدة استخبارات جديدة باسم جمعية المخفر في نهاية عام 1918. قامت هذه المنظمة بتسليح العصابات والشعب في مواجهة عملية احتلال منطقة الاناضول وقدمت خدمات مهمة في حركة الاستقلال بواسطة تامين السلاح واللوازم الى القوات الشعبية. ومع احتلال مدينة اسطنبول في السادس عشر من شهر مارس/اذار عام 1920، انهيت فعاليات المنظمة على اثر اعتقال جميع منتسبيها
وبعد تشرذم جميعة المخفر، شكلت مجموعات استخباراتية مختلفة كظابطان وياوظ، وغير اسم احدى هذه المجموعات التي بدات بفعالياتها في 23 من شهر سبتمبر/ايلول عام 1920 من اسم مجموعة حمزة الى اسم مجموعة فلاح في 31 من شهر اغسطس/اب عام 192 واستمرت المجموعات الاستخباراتية بالعمل الى نهاية حرب الاستقلال.
اسست منظمة الشرطة العسكرية (A.P. أو P.) في 18 من شهر يوليو/تموز عام 1920 من قبل قيادة الاركان العامة لهدف مكافحة فعاليات التجسس والترويج من قبل الاعداء المتسللين الى داخل الجيش وللقضاء على التفتت القائم بين المنظمات الاستخباراتية. وفي 21 من شهر مارس/اذار عام 1921 وضع حد لفعاليات المنظمة التي قدمت خدمات ناجحة في اعوام الحرب. اما الفراغ الذي ظهر لفترة قصيرة والذي تسبب به اغلاق منظمة الشرطة العسكرية بالنسبة لفعاليات الاستخبارات، فقد تم تلافيه بواسطة رئاسة هيئة الابحاث التي اظهرت فعاليات في مدن مختلفة من منطقة الاناضول في الفترة بين تاريخ 01 ابريل/نيسان عام 1921 – 22 من شهر يونيو/حزيران عام 1922 والمؤسسة من قبل قيادة الاركان العامة ايضا.
المارشال فوزي جاكماك
لهدف الوصول الى الاهداف المحددة على ضوء التجارب التي حصل عليها، اسست هذه المرة مجموعة استخباراتية باسم مجموعة الدفاع الوطني المسلح بتوجيهات من رئيس قائد الاركان العامة فوزي جاكماك. وقد اكسبت حكومة مجلس الامة التركي الكبير المنظمة التي اختصر اسمها الى (م.م.) الصفة الرسمية في 3 من شهر مايو/ايار عام 1921.
وبينما كانت رئاسة هيئة الاستخبارات والجاسوسية مستمرة بفعالياتها في منطقة الاناضول، فان المنظمة (م.م.) نجحت في تشكيل شبكة مخابرات ومخبرين كبيرة في اسطنبول بكادرها المتشكل من القطاع العسكري والمدني وتولت تنظيم فعاليات تهريب الاسلحة والذخائر الى منطقة الاناضول ونجحت في الحصول على مستندات ومعلومات مهمة بعدد كبير عن طريق التسلل الى المجموعات المتعاونة والارساليات الاجنبية والى قيادات جيش الاعداء. وخلال حركة الكفاح الوطني، فان فعاليات المنظمة التي تعاونت مع المجموعات الاستخباراتية المتعددة المتشكلة لمواجهة فعاليات الاعداء، قد انهيت بعد تحرير مدينة اسطنبول في 5 من شهر اكتوبر/تشرين الاول عام 1923 .
وسيرت اعمال الحصول على الاستخبارات في القترة التي دامت الى تاريخ 1926 بعد ان تم اغلاق المنظمات الاستخباراتية وتاسيس دولة الجمهورية التركية، من قبل شعبة الاستخبارات تحت رئاسة مفتشي الجيش.
مستند التاسيس الصادر برقم 10152 وبتاريخ 06 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1926 لرئاسة خدمة الامن الوطنية
وبعد ذلك اعطى اتاتورك تعليمات في نهاية عام 1925 لتاسيس منظمة عصرية تشبه المنظمات الاستخباراتية في الدول المتقدمة. وعلى اثرها وبمشاركة الكوادر التي تلقت تدريباتها في الدول الاوروبية، تم تاسيس رئاسة خدمة الامن القومي للمنظمة الاستخباراتية الاولى للجمهورية التركية وفقا لامر صادر عن رئيس قيادة الاركان العامة المارشال فوزي جاكماك في تاريخ 06 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1926. وربطت المنظمة شكليا بوزارة الداخلية في 05 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1927. وان الاعمال المنفذة لفترة عام بين تاريخ 06 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1926 – 05 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1927، قد قيمت على انها فترة اعداد لتاسيس الرئاسة من قبل ادارة تلك الفترة وبعد يوم واحد اي في تاريخ 06 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1927 قبل هذا اليوم على انه تاريخ تاسيس رئاسة خدمة الامن القومي.
شكري علي اوجال
إن خدمة الامن القومي التي تراسها شكري علي اوجال بعد تاسيسها، ما زالت تحافظ على اهميتها على انها رمز بالنسبة لمنتسبي جهاز الاستخبارات الوطنية وتشكل رابط قوي بين الماضي العريق لجهاز الاستخبارات الوطنية وبين مستقبلها.
وإن خدمة الامن القومي قد خضعت لعدة تعديلات بنيوية طفيفة خلال الوقت بشكل يرتبط باحتياجاتها وسييرت فعاليات الاستخبارت لتركيا بنجاح الى حين تاريخ 1965.
الشعارات التي استعملت من قبل رئاسة خدمة الامن القومي في الفترة بين عامي 1927-1931
ومع اعداد سياسة الامن القومي للدولة، اصدر قرار برقم 644 من قبل مجلس الامة التركي الكبير في تاريخ 22 من شهر يوليو/تموز عام 1965 لهدف جمع الاستخبارات في جميع المواضيع المعنية في مركز واحد ومع هذا القانون تغير اسم هذه المنظمة الى جهاز الاستخبارات الوطنية. ونص في هذا القانون على ان تدار شؤون جهاز الاستخبارات الوطنية من قبل مستشار وان يكون هذا المستشار مسؤول فقط امام رئيس الزراء فقط في مجال تسيير مهامهه المحددة بواسطة هذا القانون.
نفذ جهاز الاستخبارات الوطنية فعالياته لما يقارب مدة 19 عاما على اساس احكام القانون الصادر برقم 644، الا انه ظهرت الحاجة للقيام بتعديل قانوني على اساس الشروط المتطورة والمتغيرة بشكل سريع. ولهذا الهدف، اصدر قانون جهاز الاستخبارات الوطنية وخدمات استخبارات الدولة والذي يحمل الرقم 2937 وبتاريخ 01 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1983 ودخل القانون حيز التنفيذ في الاول من شهر يناير/كانون الثاني عام 1984. وان جهاز الاستخبارات الوطنية الذي تابع عن كثب جميع انواع التكنولوجيا المتطورة في الوصول الى الاهداف القومية وما زالت تقوم بذلك، تنفذ بشكل ناجح المهام التي اوكلت اليه بهذا القانون على ضوء مفهوم يرتبط بمبادئ حقوق الانسان وبشكل يتوافق مع ضروريات القانون والديمقراطية الجماعية وبشكل مستقل ضمن بنية عصرية وبكادره المهني والتقني ذات الخبرات العالية.
*** ان اللمحة التاريخية المذكورة اعلاه، قد لخصت من كتاب باسم "لمحة تاريخية عن جهاز الاستخبارات الوطنية " والذي اعد بمناسبة الذكرى 75 لتاسيس جهاز الاستخبارات الوطنية.